اسم الکتاب : اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب المؤلف : اللاحم، سليمان بن إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 322
جميع الخلق إليه في جميع أمورهم الدينية والدنيوية لقوله تعالى: {إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وكما جاء في الدعاء «اللهم لا تكلني إلى نفسي ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين» [1].
فالعبد دائمًا وأبدًا في حاجة إلى عون الله - تعالى وإمداده، وكما قيل:
إذا لم يكن عون من الله للفتى ... فأول ما يجني عليه اجتهاده
31 - تقديم حقه تعالى حق العبد، وتقديم العام على الخاص، والغاية على الوسيلة، والأهم على المهم لقولة تعالى، {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.
32 - لما كانت عبادة الله تعالى هي أشرف مقام يصل إليه العبد أتبع قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} بقوله: {إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} لئلا يتعاظم المرء في نفسه وبداخله العجب بعبادته، وليعلم أن ما حصل له من التذلل لربه والخضوع له إنما هو بعون الله وتوفيقه. 33 - دل قوله -تعالى-: {إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} على إثبات القدر، وأن الله فاعل حقيقة وإبطال قول القدرية الذين يقولون: إن العبد يخلق فعل نفسه. فإن استعانتهم به إنما تكون على شيء هو بيده،.وتحت قدرته ومشيئته، فلو كان بيدهم الفعل فكيف يستعينون على إيجاده بمن ليس ذلك الفعل بيده [2]. [1] أخرجه أحمد 5:42دون «ولا إلى أحد من خلقك» [2] انظر «مدارج السالكين» 1:90 التفسير القيم ص54، شفاء العليل ص 52 - 53
اسم الکتاب : اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب المؤلف : اللاحم، سليمان بن إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 322